
مذكرات

فريد شوقي، ممثل سينمائي، ومسرحي، وكاتب سيناريو مصري، اسمه الأصلي فريد شوقي محمد عبده، ولد في حي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة في٣٠ يوليو ١٩٢٠. و هو من أسرة ميسورة، والده موظف بمصلحة الأملاك، و ذو ميول أدبية وفنية كان لها أثر كبير في نشأة الابن و توجهه نحو الفن. في أثناء دراسته عمل في فرقة رمسيس المسرحية التي كان يديرها يوسف وهبي. وبعد تخرجه من الفنون التطبيقية انفصل عن فرقة رمسيس وامتهن وظيفة إدارية في مصلحة الأملاك، وكوَّن مع بعض زملائه في العمل فرقة تمثيلية بأسم (الرابطة القومية للتمثيل)، كانت تقدم عرضاً شهرياً على مسرح «بريتانيكا». ثم التحق أعضاء هذه الفرقة بالمعهد البريطاني وفرقته المسماة «فرقة العشرين»، والتي كانت تقدم عروضاً باللغتين: العربية والإنكليزية، ولكن فريد شوقي و زملاءه سرعان ما تركوا المعهد البريطاني، والتحقوا بمعهد التمثيل (حالياً معهد الفنون المسرحية) الذي أعادت وزارة المعارف فتحه عام 1945، بإدارة زكي طليمات. و كان ضمن دفعته عدد ممن صاروا لاحقاً، فنانين مهمين مثل: فاتن حمامة و شكري سرحان و حمدي غيث و عمر الحريري و سميحة أيوب و غيرهم. و قد قدم شوقي مع زملائه هؤلاء مسرحية «الجلف»لأنطون تشيكوف لدى تخرجهم، ثم انضم إلى الفرقة القومية المسرحية، وعمل فيها ثلاث سنوات ،
و احتك في أثنائها بأقطاب التمثيل المسرحي المصري، مثل: جورج أبيض و زكي رستم و عباس فارس و زينب صدقي وأمينة رزق و غيرهم
كان أول عمل سينمائي لشوقي في فيلم «ملاك الرحمة» (1947) إخراج و بطولة يوسف وهبي، ثم عمل بعد ذلك مع نيازي مصطفى في فيلمي «غني حرب» (1947)، و«ليالي الأنس» (1948)، ثم تتالت الأفلام، فتخلى عن عمله الإداري و تفرغ للفن. كوَّن فيلم «الأسطى حسن» (1952)، الذي كتب قصته بنفسه و أخرجه صلاح أبو سيف، منعطفاً في المسيرة الفنية لفريد شوقي، فقد تخلى فيه عن دور الشرير الذي لا مهنة له ولا هوية اجتماعية واضحة، ليغدو شخصية واقعية ذات ملامح اجتماعية وإنسانية و بيئية واضحة. و منذ هذا الفيلم، تكونت ملامح فريد شوقي وبصمته بصفته فناناً، و اتسمت بها معظم الأدوار التي أداها لاحقاً؛ فمعظم الشخصيات التي قدمها هي تنويعات من شخصية البطل الشعبي البسيط، الذي يعبر بشكل ما عن جمهور الدرجة الثالثة. وربما لهذا، حاز شوقي تلك الألقاب التي أطلقتها عليه الصحافة الفنية: (ملك الترسو) و(وحش الشاشة) و غيرهما. إلا أن أهم أفلامه في مرحلة الخمسينيات هو فيلم «الفتوة» (1957) الذي أخرجه صلاح أبو سيف، انضم فريد في الستينيات إلى فرقة الريحاني المسرحية، ولم يكتف بتقديم أعمال الريحاني الكوميدية على المسرح، بل قام بتحويلها إلى أفلام سينمائية مثل: فيلم «صاحب الجلالة» ، و«العائلة الكريمة» و«المدير الفني» عن و غيرها. و اتسمت أفلامه هذه بطابعها الكوميدي الخفيف، و كان قد بدأ هذا الاتجاه قبل انضمامه إلى الفرقة المذكورة في أفلام مثل «النصاب» و«جوز مراتي» (1961) من إخراج نيازي مصطفى قام فريد في السبعينيات بنقلة أخرى تجسدت في اختياره للميلودراما، أو ما عرف بمرحلة الأدوار الإنسانية، والتي بدأت بفيلم «كلمة شرف» (1972) للمخرج حسام الدين مصطفى، و ضمت هذه المرحلة عـدة أفلام أهمها: «و مضى قطـار العمر» (1975) إخراج عاطف سالم، و«كفاني يا قلب» (1977) إخراج حسن يوسف، و«هكذا الأيام» (1977) إخراج عاطف سـالم، و«لا تبك يـا حبيب العمر» (1979) إخراج أحمد يحيى، و«عيون لا تنام» (1981) إخراج رأفت الميهي، و«مرزوقة» (1983) إخراج سعد عرفة، و«آه يا بلد» (1986) إخراج حسين كمال، و«قلب الليل» (1989) إخراج عاطف الطيب عن قصة لنجيب محفوظ، و«شاويش نص الليل» (1991) إخراج حسين عمارة قام فريد شوقي كذلك بالتمثيل في أفلام سينمائية لبنانية و سورية و تركية، و شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية منها: «صابر يا عم صابر» و«البخيل وأنا»، و«الشاهد الوحيد» وغيرها. وقد تولى بنفسه إنتاج الكثير من أفلامه و كتابة قصصها حاز فريد شوقي علي عدة جوائز، منها: جائزة الدولة عن قصة فيلم «جعلوني مجرماً»، و جائزة الإنتاج عن فيلم «الفتوة» من مهرجان برلين السينمائي، و جائزة الدولة عن الإنتاج والقصة والتمثيل عن الفيلم نفسه. و حاز جائزة أفضل ممثل عن فيلم «لا تبك يا حبيب العمر» (1977). وقُلِّد وسام العلم من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964، و قُلِّد وسام الجمهورية من
الطبقة الأولى عام 1978، و كرّمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي و المهرجان القومي للسينما المصرية